علي السالم (علي بن سالم العلي)

admin . شخصيات بارزة, غير مصنف 5141

أبو أحمد / علي بن سالم بن علي بن عوده بن علي بن رشيد المشهور بعلي السالم شيخ الأسرة وكبير أنباء سالم العلي ، ولد في بلدة العيون التي تمثل الآن حي الديرة بمدينة العيون عام 1290 هـ تقريباً ، وشهد انتقال أسرته وأهالي المراح من العيون إلى المراح، أشتهر بصفات عدة كان من أبرزها الكرم والشجاعة وعزة النفس والإباء ومما يروي عنه في الكرم مجلسه المفتوح للقاصي والداني من بداية وحاضره إضافة إلى أهالي البلدة من الندماء والزوار والقهوة التي تعمل وتجدد باستمرار وذلك المضيف الدائم الذي يجمع فيه  الضيوف للعشاء ، حيث يذكر عنه أنه كان يؤخر عشاءَه إلى ما بعد المغرب وباب مجلسه مفتوح وذلك بهدف دخول الضيوف عليه ومشاركته طعامه حيث لا يمد يده على طعامه حتى يدخل عليه أي ضيف ولو كان ضيفاً واحداً وبعدها يتناول طعامه بمشاركته ، ومما يذكر عن كرم أهل بيته في غيابه قصة الشيخ شافي شيخ الهواجر والذي كان يمر على المراح في طريقه متضيفاً عند كبارها حيث وفد هو مرافقيه الذي يقارب عددهم العشرين إلى مجلس علي بن سالم ولم يكن حينها موجوداً في البلدة ولم يوجد في بيته إلا حفيده سعد ابن ابنه الكبير أحمد وكان صغيراً وقد استضافهم في المجلس فطلب الشيخ شافي من سعد أن يذهب لجدته زوجة الشيخ علي بن سالم ويطلب منها التعجيل بالغداء لأنهم كانوا مستعجلين حيث كانت العلاقة قوية وحميمة بين الشيخ شافي وعلي بن سالم فوضع الغداء وأكل الضيوف ثم انصرف الشيخ شافي وجماعته شاكراً وداعياً الله بأن يبيض وجه علي بن سالم ، وقد أثنى الشيخ شافي على الشيخ علي في الكرم عند الأمير عبدالله بن جلوي وطلب عدم الغفلة عنه بتقديم المعونة له فقد أخذ سمعة الكرم في شمال  الأحساء وقد ذاع صيت الشيخ علي في الكرم حتى أن الشاعر سالم بن حمد العبداللطيف وهو أحد شعراء المراح المعروفين قد رثاه في موته بقصيدة وصف فيها كرمه ومجلسه المفتوح على الدوام ، وقد ذكر ما حفظ من هذه القصيدة الشاعر عبداللطيف الفضلي في ديوان الفضلي نقلاً عن ابن الشاعر محمد حيث قال الشاعر سالم بن حمد في علي بن سالم : –

شيخ الجماعة توفي يالله الخيرة ماهو بودي توفّى ذرب الافعالي

كريم سبلي كفانا نايب الديرةقرم شجاع نهار الكون عيّالي

أقول كفى البكا والنوح ياسويرهأكود يطلع من عياله له امثالي

بيته مشرع على عسرة وتيسيرهوالضيف لاجاه ما يحتسّ له بالي

عند المعاميل دايم يشعل النيره……………………………..

وعند البلاوي جنابه فكك الحيرهيسوق حاله وما حاشوا من المالي

 

وقد ذكر أن عمدة الحليلة علي بن خميس كان مشهوراً بالكرم وكان يسمع بكرم علي بن سالم كما كان علي بن سالم يسمع بكرمه وحدث أن ذهب علي بن سالم إلى القنص وكان في نفس منطقة الصيد علي بن خميس وقد أتى للصيد أيضاً وحدث أن تم صيد إحدى الطيور فانطلق لأخذ هذا الصيد في مكان وقوعه علي بن سالم ظناً منه أنه هو الذي اصطاده كما أنطلق لذلك الصيد علي بن خميس ظناً منه أيضاً أن ذلك من صيده ثم التقى الجميع عند الصيد وكان أول لقاء بينهما وعند نظر كل منهما الآخر عرف كل واحد منهما الآخر بالشكل وبما وصف له عن الآخر من صفات وقد رحب كل منهما بالآخر وأصبحت بينهما من حينها صداقة.

ومما يذكر عنه في عزة النفس والإباء وعدم القبول بالغبن والقهر ما جرى من قصة لوالده سالم العلي حيث كانت الدولة تعمد مسئولين عن خيولها وكانت قد عمدت أحد أبناء البلدة عن بعض هذه الخيول وفوضته بفرض حصص وجبات من برسيم وغيره على أبناء البلدة لهذه الخيول ويُذكر أن ذلك المسئول عن الخيل كان أن يعاقب سالم العلي والد علي بن سالم بحجة أن الحصة الغذائية المفروضة عليه والتي أحضرها ناقصة فانطلق علي بن سالم إلى الجهة المسئولة مطالباً بسحب تلك المسؤولية عن ذلك الرجل ، ولم يهنأ له بال إلا بعد أن تم عزله وسلمت مسؤولية الخيل إلى علي بن سالم نفسه والذي قام بفرض هذه الحصص من الوجبات على أبناء البلدة بمن فيهم مسؤول الخيل السابق ، ولم يتسلم هذه المسؤولية حباً فيها بقدر ما كان راغباً في رفع شأن والده وكسر شوكة من ظن أنه أراد الحط من قدره.

وكذلك من قصص عزة نفسه عندما كان متولياً مسؤولية أملاك الدولة في المنطقة والتي تسمى (المديحي) الغنية بمياه العيون الجارية والنبات والطيور ، وكانت الدولة عن طريق وكيل أملاكها محمد بن عبدالعزيز العجاجي ومقبل الذكير تولي مسؤولية هذه الأملاك لأحد المقتدرين من المواطنين للاستفاده منها على أن يقدم قدراً من المال للدولة نظير ذلك وبشكل سنوي وتكون استفادته بهذه الأراضي بأخذ قدر من المال على كل من يريد الاستنفاع من نبات هذه الأراضي أو من طيورها أو من أحيائها المائية أو من مراعيها ، وقد اتفق اثنان أحدهما من المراح والآخر من العيون على أن يشتركا بتقديم عرض مالي للدولة يفوق ما كان يقدمه علي بن سالم على أن يتسلما مسؤولية المديحي وأخذا الموافقة وبعد علمه بذلك اتجه إلى الجهة المسئولة مقدماً عرضاً جديداً يفوق ما قدموه وظلت المديحي تحت يده وبعدها رأى هذا الشخصان أن علي بن سالم لا يقبل الهزيمة والخضوع وأن لا طاقة لهما بمجاراته وسكتا عن نيتهما.

إضافة إلى صفاته السابقة فهو أيضاً اسم بارز ومعروف قبل توحيد المملكة كما هو معروف لدى الدولة السعودية في شرق السعودية بعد توحيدها في عهد الملك عبدالعزيز وعندما كان الأمير عبدالله بن جلوي متولياً الأحساء ومن بعده سعود بن عبدالله بن جلوي فالشيخ علي السالم كان متولياً جمع الخراج من أهالي المراح بتكليف من الأمير عبدالله بن جلوي ، كما أنه تولى مسؤولية أملاك الدولة من آجام ونخيل كما ذكرنا والمعروفة باسم المديحي وهي التي تبدأ من بلدة الشعبه إلى أبا الحمام قرب مدينة بقيق وكانت هذه الأملاك تحت مسؤوليته منذ العشرينات في القرن الاربع عشر الهجري في عهد الدولة العثمانية إلى سنة وفاته في الخمسينات من نفس القرن كما استلم الشيخ علي أيضا كما ذكرنا المسؤولية عن خيل الدولة بتفويض منها وكلف من يعتني بها.

وكان شديد التواصل بحلفاء الفضول وأخوال أسرته بني خالد حيث أن والدة جده عودة بن علي بن رشيد هي ابنة ابو عياش من بني خالد فكانت صلته بخوالد المقدام ومنهم الشيخ عامر بن مرزوق وجماعة الدايل وكذلك آل مشماش اضافة إلى علاقاته المتعدةة مع بعض أسر الدواسر والعجمان والهواجر وغيرهم من أبناء البداية والحاضرة.

وقد توفي رحمه الله عام 1355 هـ عن عمر يناهز السبعين عاماً تقريباً في بلدة المراح حيث كان لديه في ذلك اليوم ضيف وهو سعيد بن منيع والد أحد أمراء بقيق السابقين وكان عشاؤه في بيت أخيه محمد بن سالم العلي وتأخر في الحضور للعشاء فذهب ابنه أحمد للبحث عنه فوجده ميتاً في مزرعته المعروفة بعين علي السالم وهو يسقي الزرع ممسكاً بالمسحاة.

وحدث أنه في يوم وفاته جاء إلى البلدة أحد ابناء المرة يريد رؤية علي بن سالم من كثرة ما سمع عنه وقبل دخوله القرية أخبر أنه قد توفي فقرر هذا الرجل الرجوع وعدم دخول هذه القرية لأنه لم يأت أصلاً إلا لرؤية هذا الرجل.

توفي علي بن سالم وقد ترك لأنبائه من الإرث ما لم يوزع حتى الساعة في بلدة المراح عين علي السالم وكذلك في أراضي أم عنز وأبو داب والمحجار وأم دفه وزور جابر وأم عكره “ابو الثمام” والسفاله.